فكما لا يخفى عليك أن قضية الصلاة هي أهم قضية في حياة المسلم بعد التوحيد؛ لأنها الركن الركين والعمل الوحيد الذي نص النبي صلى الله عليه وسلم على كفر تاركه - والعياذ بالله – ولذلك اعتبر العلماء أن التقصير في أدائها أو التهاون في شأنها من علامات النفاق وضعف الإيمان – والعياذ بالله -.
ومما لا شك فيه أن ما من تصرف أو سلوك إلا وهناك دافع أو سبب يؤدي إليه، ولذا يلزمك أخي يونس أن تبحث بداية في الأسباب التي تؤدي بك إلى هذا التكاسل، فحدد الأسباب بدقة، ما هي الأفعال أو الأشخاص أو الظروف أو الأشغال التي تجعلك تقصر في الصلاة؟ ثم ابدأ الخطوة العملية الثانية وهي وضع خطة ملزمة للتخلص من هذه الأسباب والمعوقات، واعلم أن الحل بيدك أنت وحدك، وأنه متوقف بعد توفيق الله على عزيمتك وصدقك ونيتك، فإن صدقت الله صدقك، لأنه يعطيك من مدده وعونه وتوفيقه وتأييده على قدر صدقك ونيتك.
والخطوة الثالثة والضرورية، وهي أن تجتهد في تنظيم وقتك وتحرص على الالتزام بذلك لأن عدم تنظيم الوقت سيؤدي إلى ضياع الكثير من الأوقات دون فائدة ويترتب على ذلك التخلف المالي والعلمي والاجتماعي وفوق ذلك كله تعطيل شرع الله وضياع أهم ركن فيه وهو الصلاة، فاجتهد في تنظيم وقتك بصورة جيدة كما أوصيك بخطوة هامة وهي ضرورة البحث عن الصحبة الصالحة والبيئة الطيبة التي تعينك وتأخذ بيدك؛ لأن الصاحب ساحب والمرء على دين خليله، وحبيبك صلى الله عليه وسلم أوصاك بقوله ( لا تصاحب إلا مؤمناً ) فاجتهد كذلك في البحث عمن يأخذ بيدك للخير ويعينك على الطاعة.
وأخيراً: أوصيك ثم أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، مع دعاء الوالدين لك لأن دعاءهما لا يرد، فاحرص على ذلك، وإن شاء الله سوف تتحسن أحوالك وتزيد طاعتك.
نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق والسداد.